کد مطلب:239569 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:125

مدی ارتباط مسألة الولایة بمسألة التوحید
هذا .. و لأنه قد یكون الكثیرون ممن شهدوا ذلك الموقف لم یتهیأ



[ صفحه 318]



لهم سماع كلمة الامام (ع)، لانشغالهم مع بعضهم بأحادیث خاصة؛ أو لتوجههم لامور جانبیة أخری، كما یحدث ذلك كثیرا فی مناسبات كهذه ..

نری الامام (ع) یتصرف بنحو آخر ؛ حیث انه عندما سارت به الناقة، و فی حین كانت أنظار الناس كلهم، و قلوبهم مشدودة الیها.. نراه یخرج رأسه من العماریة ؛ فیسترعی ذلك انتباه الناس، الذین لم یكونوا یترقبون ذلك منه . ثم یملی علیهم - و هو یلتقطون أنفاسهم ؛ لیستمعوا الی ما یقول - كلمة الخالدة الاخری :

« بشروطها؛ و أنا من شروطها » .

لقد أملی الامام (ع) كلمته هذه علیهم، و هو مفارق لهم ؛ لتبقی الذكری الغالیة ، التی لابد و أن یبقی لها عمیق الأثر فی نفوسهم [1] .

لقد أبلغهم (ع) مسألة أساسیة أخری، ترتبط ارتباطا وثیقا بالتوحید . ألا و هی مسألة : « الولایة » ..

و هی مسألة بالغة الأهمیة ؛ بالنسبة لأمة ترید أن تحیا الحیاة الفضلی، و تنعم بالعیش الكریم ؛ اذ مادامت مسألة القیادة الحكیمة، و العادلة، و الواعیة لكل ظروف الحیاة، و شؤونها، و مشاكلها - مادامت هذه



[ صفحه 319]



المسألة - لم تحل ؛ فلسوف لا یمكن الا أن یبقی العالم یرزح تحت حكم الظلمة و الطواغیت، و الذین یجعلون لأنفسهم صلاحیات التقنین و التشریع الخاصة بالله ، و یحكمون بغیر ما أنزل الله ؛ و لیبقی العالم - من ثم - یعانی الشقاء و البلاء، و یعیش فی متاهات الجهل، و الحیرة، و الضیاع .. » [2] .

و اننا اذا ما أدركنا بعمق مدی ارتباط مسألة : « الولایة » بمسألة « التوحید » ؛ فلسوف نعرف : أن قوله (ع) : « و أنا من شروطها » لم تمله علیه مصلحته الخاصة، و لا قضایاه الشخصیة .. و لسوف ندرك أیضا : الهدف الذی من أجله ذكر الامام (ع) سلسلة سند الروایة ؛ الأمر الذی ما عهدناه، و لا ألفناه منهم علیهم السلام، الا فی حالات نادرة، فانه علیه السلام قد أراد أن ینبه بذلك علی مدی ارتباط مسألة القیادة للامة بالمبدأ الأعلی ..


[1] و يلاحظ : أن هذه الكلمة قد صيغت بنحو لابد معه من الرجوع الي الكلمة الاولي، و معرفتها . و بعد .. فما أشبه موقفه عليه السلام هنا بموقف النبي (ص) في غديرخم ؛ حيث انه (ص) كان أيضا قد أبلغ المسلمين مسألة الولاية، في ذلك الموقف الحاشد، و في المكان الذي لابد فيه من تفرق الناس عنه (ص)، و ذهاب كل منهم الي بلده، و لعل ارجاع المتقدمين، و حبس المتأخرين يشبهها اخراج الامام عليه السلام رأسه من العمارية .. يضاف الي ذلك : أن موقفه (ص) كان آخر مواقفه العامة في حياته الي آخر ما هنالك من وجوه الشبه بين الواقعتين .

و لعلنا نجد تشابها بين هذه الواقعة، و بين قضية ارجاع أبي بكر عن تبليغ آيات سورة براءة، ثم ارسال علي مكانه.

[2] قد استرشدنا في بعض ما ذكرناه هنا بما ذكره بعض المؤلفين، في كتابه « يادبود هشتمين امام » (فارسي).